كلمة رئيس الجامعة
تتميز جامعة بغداد بأنها من أعرق الجامعات العربية والشرق الأوسط، إذ يمتد تاريخ تأسيسها مع تأسيس أول كلياتها، ومنها كلية العلوم الإسلامية التي تأسست عام 1067 للميلاد، لتتطور الجامعة في ما بعد، وتنطلق مسيرتها العلمية والأكاديمية كأول جامعةٍ رسميةٍ في العراق منذ عام 1957، بعد أن وضع المعماري العالمي والتر غروبيوس تصميمهُ الحداثوي، لأرقى تحفة معمارية في تاريخ الجامعات العالمية، على مساحة أربعة ملايين متر مربع تقريبا، لتصبح جامعتنا بذلك، الجامعة الأكبر في تاريخ الجامعات العالمية، فهي تضم معظم الاختصاصات الطبية، والعلمية والإنسانية وحافات العلوم الأخرى، ممثلة في “24 أربع وعشرون” كلية، وأربعة معاهد للدراسات العليا، و”16 ستة عشر” مكتباً استشارياً، و”9 تسعة ” مراكز علمية، و”15 وخمس عشرة” وحدة بحثية، وليتخرج منها آلاف الطلبة في كل عام، ليسهموا في بناء الوطن، والإنسان ورفعته، عن طريق ربط الجامعة بالمجتمع، وتوفير مستلزمات النهوض العلمي والحضاري.
تطوق انسيابية نهر دجلة كل جانبٍ وحيز منها، وبذا تبدو الجامعة وكأنها شبه جزيرة غناء بحدائقها، وشواخص كلياتها المعمارية، حيث ينعم الطالب، والباحث، والأستاذ فيها بمناخ علمي نموذجي، وسط حدائق تزينها أشجار الجامعة، المنتشرة في كل بقعة ومكان، فضلاُ عن البيئة العلمية النموذجية، التي تضم أفضل القاعات الدراسية، وأحدث المختبرات العلمية، وأجمل الملاعب الرياضية الاولمبية، وأكبرها، وغيرها من المتطلبات العلمية والترفيهية، التي يحتاجها الأستاذ والطالب، وبهذا ارتقت الجامعة وتطورت، وفق استراتيجيات علمية مدروسة، لتحقق بذلك وثبة علمية متميزة، ثم لتتفوق على أكثر من “18000 ثماني عشرة ألف جامعة”، ضمن التصنيفات العالمية، ومنها تصنيف “Webometrics Ranking” ويبوماتركس العالمي، محققة بذلك انتصاراً علمياُ، وتاريخياً لواقع التعليم العراقي، والعربي، عن طريق تفوقها على عددٍ كبير من الجامعات الأوربية، والأمريكية، والكندية والعربية، ولتكون الجامعة الأهم والأبرز، بين الجامعات العالمية، وهي تسعى تحقيق مراتب متقدمة، كي تنال القمة مع زميلاتها من الجامعات العالمية، ولاسيما أن أعداد الطلبة في ازديادٍ كل عام، حيث يبلغ عدد طلبة الدراسات الأولية “60000 ستون ألف” طالبٍ وطالبةٍ تقريبا، في حين أنّ عدد طلبة الدراسات العليا ” 8465 ثمانية آلاف وأربعمائة وخمسة وستون طالباً وطالبة”، فضلاً عن عدد من الباحثين، والبعثات الدراسية، والزمالات البحثية التي أوفدت إلى أرقى الجامعات الأمريكية والأوربية والكندية، لتأهيل أكبر عدد ممكن من الكفاءات العلمية، من أساتذة، وباحثين، ومدربين ومبدعين، لإدارة جامعتنا الأم، ثم لتضع كل إمكانياتها العلمية، والمعرفية، والمادية من أجل خلق المستلزمات العملية التعليمية، لتخريج أفضل الكفاءات، بما يعود بالفائدة التي تسهم في بناء الوطن والمجتمع العراقي، ورفد سوق العمل بكفاءات متميزة من أطباء ومهندسين ومفكرين ومبدعين وإداريين.
وبرغم التحديات التي واجهت العراق بسبب الظروف الصعبة التي مرَّ بها، كانت الجامعة، ومازالت تمثل التحدي الأكبر، لأقسى الظروف، حيث وقفت الجامعة شامخة متحدية كل الصعاب برغم قساوة الظروف التي عاشها العراق، إذ خرجت أكثر من نصف مليون خريج، ولم تتوقف عند هذا، بل لتسير على وفق خطى واثقة ومدروسة، في بناءِ الإنسان والمجتمع، من خلال شعارها الذي رفعته “الجَامعة ُ في خـِدمةِ المُجتمع”، والذي تسعى عن طريقه إلى تقديم خدماتها، وخبراتها التي تميزت بها إلى المجتمع بشكلٍ مباشر عبر ورش العمل، ودورات التدريب، وبرامجها التطويرية، التي تقدمها إلى المؤسسات الحكومية وغير الحكومية كافة، كما أنها تسعى الآن، إلى تقديم المزيد من خبراتها التي تراكمت عبر عمرها المديد، لمواكبة مجتمعنا العراقي ورفده بكافة التطورات العالمية، والإسهام في بناء العراق، و بناء الإنسان المبدع، والخلاق، من هنا فان جامعة بغداد تؤكد أنها ستبقى حريصة كل الحرص، على مواكبةِ آخر التطورات الأكاديمية العالمية، والتواصل مع حافات العلوم، والتكنولوجيا المتقدمة عالمياً، كي تبقى دوماً نبراساً متوقداً، يشع العلم والفضيلة، ورفد الحياة، والمجتمع بالإنسان القادر على بناء الوطن وخدمته وتطوره، وتحقيق طموحات شعبه. … والله ولي التوفيق …
أ.د. علاء عبد الحسين
رئيس جامعة بغداد